تحليل المسرحية
⏪ تحليل المسرحية: استلهم الفرد فرج قصة "الزير سالم" إذ يذكرنا بذلك البطل الذي ورط العرب في حروب طاحنة من أجل الثأر لمقتل أخيه "كليب" على يد ابن عمه جساس، وقد كان يطلب الـ"العدل المستحيل" فمن غير الممكن إحياء الموتى حيث كان يردد مطلبه:" أريد كليبا حيا".تجسد هذه المسرحية حالة التفتت والتفرق في الوطن العربي، فللأنظمة السياسية الحاكمة في هذه البلدان الدور الفاعل في نشأة العصبيات القاتلة كما حرصت على إشغال الأقليات والطوائف ببعضها البعض لتبقى هي هانئة بعرشها وتحافظ على كرسي الحكم.
أما العدل المستحيل فتمثله مسرحية "الزير سالم"، فالزير لا يقر بغير استعادة أخيه حيا مطلبا صحيحا، فهو يقول: "أريد كُليبا حيا"! أي أنه يريد القتيل حيا، وقد جعله يفلسف هذا المطلب العجيب، ذلك هو القانون الصحيح، في رأيه، فكُليب قد مات غيلة وغدرا، وهو يفلسف مطلبه قائلا: "أعدل أن أبيع ملك كريم بدم قاتل الملك الكريم".
تكمن بطولة الزير سالم في محاولته الصادقة لتحقيق العدالة كاملة، لكنه حين يدرك عداء الزمن له، يعي استحالة تحقيق مطلبه هذا، فيقبل بالتنازل التكتيكي، أي قبول موت كُليب في مقابل اعتلاء هجرس العرش، ما دام الهدف الاستراتيجي عصيا على التحقيق، فلا مفر إذا من قبول الحل الوسط. هذه العدالة تعجز عن التحقيق في اكتمالها في الزير سالم، فهو على هذا المستوى يصل إلى تحقيق نصفها الممكن، لكنه على المستوى الواقعي يحققها كاملة غير منقوصة.
👥 الشخصيات 👥
• كليب: هو الملك الغير عادل، أخو الزير سالم، قتل على يد جساس، زوج جليلة.شخصّية كليب : شخصية مهتزة إلى الحد الذي تسيطر عليه زوجته »جليلة« ولا يستطيع أن يكشف حقيقة الخديعة والمكيدة التي تدبرها للخلاص من شقيقه »سالم« لكي تضمن أن يرث هذا القادم العرش دون أن يتولاه العم »سالم« من بعد الأب »كليب« ،وهو كذلك لم يشارك في مقتل الملك السابق الذي حاول الزواج من »جليلة« غصبا، وكان القاتل الحقيقي له هو »سالم« مع ابن العم »جساس.
• جليلة: زوجة كليب وقبل أت تكون زوجته هي بنت عمه، بنت مرة سيد البكريين، أخت جساس.
• الزير سالم: أخو كليب، وهو الذي أخذ بثأر كليب وبدأ المعارك بين البكريين والتغلبيين. عرف سالم بأبي ليلى المهلهل زير النساء لكثرة مجالسته النّساء.
شخصيّة الزّير سالم : تنقسم حياة سالم – الزير – إلى مرحلتين، في المرحلة الأولى عرف بالشاعر العربيد الماجن، غير المهتم بأمور الحكم أو القبيلة، لكنه في المرحلة الثانية بعد مقتل أخي الملك كليب على يد جساس بن مرة شقيق الجليلة زوجة كليب أصبح المنتقم لأخيه.
شخصيّة هجرس: يعتبر " هجرس" هو صيغة توافقية بين الطرفين ووسطية للطرفين حال كونه ابنًا للتغالبة من »كليب« وابنًا للبكريين من »جليلة« وللتأكيد علي تلك التوافقية التي يرتضيها الطرفان دون الشعور بالتنازل للطرف الآخر بديلا عن التناحر.
• يمامة: بنت كليب، التي أرادت الانتقام من جساس وأخذ ثأرها منه.
• أسما: أخت سالم وكليب، وزوجة همام بن مرة.
• مرة: هو أبو جليلة، وعم كليب وسيد بني بكر.
• جساس: ابن مرة، قاتل كليب، الذي ظلم قبيلة تغلب بعد أن ظن أن سالم مات.
• همام، بن مرة، الصديق المقرب للزير سالم، وتزوج أسما أخت سالم.
• سلطان: ابن مرة، حاول قتل سالم وغدره هو وثلاث فرسات بكريون.
• زيد: ابن جساس، حاول جساس أن يزوج زيد ليمامة كي يوقفوا الحرب ولكن لم يحصل ذلك.
• عجيب: مضحك سالم، وهو الذي أخذ سالم لكي يتعالج للحكيم، وكذب على سالم بعد فقدانه لذاكرته وأخبره بأنه شاعر.
• التبع حسان: ملك اغتصب بلاد القيسيين، وقتل أبو كليب وحاول أن يتزوج جليلة، ولكنه قتل.
👤العلاقات بين الشخصيات👤
العلاقة بين سالم و كليب: كانت علاقة كليب بسالم علاقة ومودّة، ولكن في نفس الوقت هناك توجس من قوة بأسه ، وتفوقه عليه في المبارزة بالسيف وفي الجدل والنقاش ويتجلّى ذلك في الحوار الذي دار بينهما وهما يتبارزانِ ... ( انظر إلى الحوار بينهما حين كانا يتبارزان)
العلاقة بين الجليلة وسالم: فهي متوترة، بسبب تسكّعه ومجونه وعدم اهتمامه بالمصير والمستقبل، والمرأة بطبيعتها تنفر من الرجل المجترئ، خاصة مع ما شهر عنه من علاقات نسائية وسكر وعربدة. ومن ناحية أخرى خشيتها من توطد علاقته بأخيه الملك كليب – زوجها - وحب كليب الظاهر له ، وقد أظهرت نوعا من العصبية في التعامل معه بعد أن حملت طفل كليب
ولذا دبرت ( الجليلة) حيلة لنفي ( سالم) عن المكان وأبعدته بحيلة اقتحامه للقصر مخمورا ،وقد فعلت ذلك عندما رأت موقفه من أسرتها ( أبيها وأخوتها ) عندما كشف كليب عن تسلطه وجلافة تعامله مع عمه ( أبيها مرة) وأبناء عمومته ، وتذمر أبيها وأخوته ، وتأهب سالم لردع من يختلف مع كليب ، وذلك واضح في رد فعلها على سالم ( راجع الحوار في المسرحيّة )
العلاقة بين جليلة وابنتها اليمامة : كما كانت العلاقة بين ( الجليلة) وإبنتها ( اليمامة) علاقة متوترة أيضا بسبب العاطفة القوية في ارتباط كل من اليمامة وكليب بأبيها.
الزّمان: القرن الخامس الميلادي
المكان: شمال الجزيرة العربيّة.
