شرح وتحليل قصيدة الخيول لأمل دنقل
أ- المضمون :
يتحدث الشاعر عن خيول العرب وما حققته من فتوحات في الأرض سجلتها بدمائها، ورسمت تلك الممالك بحوافرها تعبيراً عن الانتصارات.. ولا يكاد السرج يُزال عن الخيل، فالسرج كان يصاحب السيف حيث كان.. هذا في الأسطر الأربعة الأولى .. في الماضي المشرّف للعرب .
أما في الحاضر، فسواء ركضت أو سكنت هذه الخيول، فليست للحروب والإغارات الصباحية، ولا بالخيول السريعة التي تعدو بسرعة مميزة، فتسمع صوت حوافرها، أو صوت نفسها. وليست من الخيول التي تترك وراءها الغبار الذي يتلاشى، إنها فقدت فاعليتها القديمة، فقد أُخذ منها كل شيء وأصبحت لا تُحترم، حتى الطفل لا يحترمها ولا يبتعد ولا يخاف منها ..
والخيول الآن أصبحت للحرس الملكي مميّزة ومزينة، ولكنها تحاول أن تستعيد ذكريات الماضي المشرف بجهد جهيد، من خلال : قرع الطبول، يعني عند الاحتفالات والمناسبات السارّة. وهي الآن تسير ببطء كالسلاحف نحو زوايا المتاحف، وقد حوّلت إلى تماثيل من حجارة في الساحات العامّة، وأراجيح من خشب للصغار، ورياحين لها روائح طيّبة، وفوارس من الحلوى التي تؤكل بمولد النبي، والصبية الفقراء يحولونها لطين يلعبون بها. وأصبح الناس يرسمونها وشماً جافاً على الأجسام، في الوقت الذي لم يسمع فيه صوتها .
ثمّ يتحدث الشاعر عن الخيل في البداية قبل تعرّف الإنسان عليها؛ فهي كالناس تعيش في البرّ، تركض في السهول وتأكل العشب، وتتمتّع بالشمس بحرية، تسير بظلّ الملكوت الدائم – سبحانه وتعالى – لم يدس ظهرها، ولم يركب عليه قادة أو فاتحون، ولم يُهَن جسدها الحر تحت سياط المروّض، ولم يمتثل الفم للجام، ولم يكن الطعام قليلاً، ولم تقيد السيقان.. وحوافرها كانت خفيفة يثقلها المعدن الأملس .. كانت تحب البرّ وتسير بحريّة وتتنفس في الطبيعة كما يتنفس الإنسان، وذاك الزمن كان أفضل وأكرم الأزمان وأحسنها، فهو العصر الذهبي لها .
ثمّ يكرر سواء ركضت أو وقفت فالزمن يتغيّر وهو كتقاطع الطرق، يحيّر ، وأنتِ أيتها الخيول، اخترتِ الذهاب في طريق يتأخر ويؤخر، فالشمس فيه تنحط من علوٍ إلى أسفل، والأمس كذلك، والطرق الجبلية تزداد انحداراً وميلاً إلى حفرة عميقة لا نهاية لها، كالشهب المتفحمة، وهي أجرام سماوية تسبح في الفضاء، فإذا دخلت في جوّ الأرض اشتعلت، وصارت رماداً .
ذكريات الخيول الأليمة في الأسطر السابقة التي أشهرت شوكها كالقنافذ ( المناجذ ) ، والذكريات الأليمة التي سلخ الخوف بشرتها، هي تحاول التخلص والوصول للأمان والحرية ، كل نهر يحاول أن يلمس قاعه ، وكل الينابيع إن لمست جدولاً من جداولها تختفي وتزول .. وهكذا الخيول، كلما حاولت من أجل حريتها تختفي . وإنها لا تريد إلا الحرية ، ولن ترضَ بغير ذلك .. فسواء ركضت أو وقفت ، فكل طريق تسلكه يقودها من مستحيل إلى مستحيل ..
وفي المقطع الثالث، يقول : الخيول بسرعتها كبساط على الريح، ركبه الناس للوصول إلى الناس من مكان لآخر، والخيول كالجدار انقسم به الناس إلى صنفين : قسم يمشي وقسم يركب . والخيول التي وقعت في حفرة عالم النسيان العميقة أخذت معها جيل فرسانها الأبطال، وتركت خلفها دمعة الندى التي لا تنتهي، وخيال خيل ، وأشباه فرسان، ومشاة يسيرون تحت حكم الذل حتى النهاية ..
سواء ركضت أو وقفت لقرار أو فرار فتتساوى النتيجة، فهي واحدة من ناحية الركض والرفض في الأرض. لم يبقَ لكِ إلا العرق المنتصب نتيجة التعب يتحول لدنانير من ذهب، فيتاجرون بك من يهوون سلالاتك العربية في ميدان السباق ، فيتراهنون عليكِ، ويشترك في المراهنة من يتنزهون بمركباتهم السياحية المشتهاة ، ومن يتمتعون بالمشتريات... والمرأة الأجنبية تركبك تحت ظلّ أبي الهول الذي كسرت أنفه لعنة الانتظار الطويل . انعكست صورة الزمن للغرب ، كأن كل شيء أصبح للخلف .. كأن عهد الشرق انتهى. صارت الخيل ناساً تشير إلى هاوية الصمت ، بينما الناس أصبحوا خيلاً تسير إلى هاوية الموت.
ب - القصيدة من حيث الأسلوب :
المبنى العام: قصيدة من نوع الشعر الحر تنتظم اسطرها بتفاعل تتراوح بين
بحر المتقارب فعولن (ب _ _) أو تفاعيل المتدارك فاعلن (_ب_ ) أو
فعلن (ب ب _) مكتوبه بنظام السطر وليس بنظام الشطرين على شاكله القصيدة العمودية.
القافية : وردت بعض القوافي والتي يبدو انها جاءت بدون البحث
عنها وإنما جاءت عفو الخاطر وبفعل وهي:
· السطران 2 و3 :
الممالك والسنابك
· الأسطر7،8،9،10،11:صبحا,
ضبحا, تمحى أضحى, يتنحى.
· السطران 15 و16:
السلاحف ,المتاحف .
· السطران17،18:
الميادين, الرياحين
· السطران 35،36:برية,
حرية
· السطران 42،43: الشمس,
الأمس.
· الاسطر 50،51،52:تختفي
,لا تكتفي، قفي
· السطران 55،58: المكان,
ركبان
· السطران 59،60: نسيتها
فرسانها
اما
الاسطر 65-81 فقد سيطرت القافية على معظم اسطرها وهي : 65،66،70،71،72،73،74،75
والأسطر 80،81،82 ولنلاحظ الموسيقى الداخلية في سطر 67 وهي: الركض والرفض في الأرض.
الجمل
وأساليبها:
جاءت
معظم الجمل في النص خبرية ما عدا تلك التي جاءت بصيغة الطلب أو الأمر والنداء
والاستفهام, تأتي في الأسطر التالية:
6 :اركضي أو قفي
15: اركضي
الأسطر 17-21 (عدا سطر
20) بتكرير فعل الأمر (الناسخ) صيري
39:اركضي أو
قفي
52:اركضي أو
قفي
65:اركضي
للقرار
66:اركضي أو
قفي
ملاحظة:
إن الفعل (اركضي) تكرر ست مرات و (أو قفي ) تكرر أربع مرات حيث كان الشاعر يأتي بمضمون
جديد عقب كل مرة وهذا المضمون يقلل من قيمة ركض الخيول أو وقفها فهي الآن ليست لها
قيمة تحقق الأمور العظام.
الجمل
الإنشائية الأخرى:
·
النداء في قوله: "أيتها الخيل" وغرض ذلك في
النص التمهيد لعرض صورة جديدة أو ما يلفت النظر.
·
الاستفهام في
قوله: "ماذا تبقى لك الآن؟" وقصد منه الوقوف على حقيقة النهاية المؤلمة
حيث لم يتبق ما يمكن أن يسبب السعادة والمتعة فقد انتهى كل شيء جيد وجميل.
الرمزية المحتملة:
الرمزية تتماثل مع الكناية
لأن الكناية عبارة عن الوصف أو الموصوف بدون ذكره مباشرة وهي أسلوب بليغ وجميل في
النص لأنها تحمل الدليل على الحقيقة وجاءت الأوصاف أو الكنايات كما يلي:
أ.
الخيول: ربما ترمز إلى العرب الذين تغيرت أوضاعهم من سادة
وقادة إلى ما نراه اليوم من تمزق وانهيار
شامل في كل مجالات الحياة.
ب. السيف: رمز الجندي
المقاتل أو الفارس أو مجد الأمة.
ت. الشمس والعشب: كناية
ورمز عن الملك الواسع.
ث. اللجام: كناية القيد
والتحكم.
ج.
الساق المشكولة: رمز للتحكم.
مظاهر بلاغية أخرى:
التشبيه: ورد في قوله:
سطر4:الركبان ميزان
عدل: تشبيه بليغ ويعمل على تجميل وتفخيم
المعنى
سطر15:اركضي كالسلاحف:
تشبيه مرسل مجمل وغرضه السخرية والتقبيح.
تجف الخطوط به (الوسم):
مثل: جف في رئتيك الصهيل تشبيه تمثيل فقد شبه جفاف خطوط الوسم كجفاف الصهيل في
رئتي الحصان، فالصهيل لا يجف لأنه ليس مادة وهذا تشبيه جميل يحقق أكثر من غرض
فالغرض الأول: المبالغة والتأكيد على المعنى والغرض الثاني :استفزاز مشاعر القارئ والتأثير
عليه وبه.
سطر 24:كانت الخيل
كالناس برية، قيمة التشبيه هنا إبراز الحرية ثم جاء التشبيه بالناس مرة أخرى ولغرض
آخر وهو كانت الخيل كالناس تمتلك الشمس والعشب أي أنها تملك الزمان والمكان فالشمس
رمز الزمن الدوار العشب رمز المكان الكثير الخير والغذاء.
سطر 46:الذكريات
كالقنافذ، تشبيه مرسل مجمل غرضه التقبيح والتشويه
سطر 54:الخيول بساط،
تشبيه بليغ غرضه تأكيد وتفخيم المعنى.
سطر 56:الخيول جدار،
تشبيه بليغ غرضه التأكيد على الثبوت والحسم.
سطر 82: الناس خيل أو كالخيل
وهم سيرحلون إلى الموت.
أسلوب الحكاية والقصة:
وبواسطة أساليب القص تنقل حكايات وأخبار
حدثت وغالبا ما ينعكس ذلك من الماضي بواسطة الأفعال الماضية ونمثل لهذا الأسلوب
بما ورد في الأسطر:
24: كانت الخيل في البدء كالناس...
26:كانت الخيل كالناس
29:ظهرها لم يوطأ
30:لم يلن الجسد الحر تحت سياط
المروض
31:الفم لم يمتثل
32:لم يكن الزاد...
33:لم تكن الساق مشكولة...
34:الحوافر لم يك يثقلها
35:كانت الخيل برية.
ونذكر أن الفعل "كان"
استعمل في حالة الإيجاب أو في حالة النفي بلم وبقية الأفعال الماضية في حالة الإيجاب
أو في حالة نفي مضارعها بـ(لم) كلها تحمل روح القصة بنقل أخبار كانت ونفي أخبار لم
تكن وهذا عنصر يضيف بعدا مفيدا لمضامين القصيدة ويحببها إلى القارئ حيث يضعها في متناول
الحس والجدان فتحدث المشاركة الوجدانية.
الكنايات: ونجدها في الأسطر التالية:
1-الفتوحات: احتلال الأرض
أو الدولة مكتوبة كناية عن التحقيق والحصول عليها، دماء الخيول كناية عن التضحية
والبذل.
3-رسمتها السنابك:
كناية عن الطرد في المعارك بواسطة الخيل.
6-اركضي أو
قفي: كناية عم كل شيء وكل احتمال.
15-اركضي
كالسلاحف: كناية عن البطء وعدم السرعة ويحمل التعبير ما يطلق عليه الأرداف الخلفي.
16-زوايا
المتاحف: كناية عن أمكنة غير بارزة.
27-تمتلك
الشمس والعشب: كناية عن القدرة والحرية.
29-ظهرها لم يوطأ: كناية عن الكرامة المحفوظة.31-الفم لم يمتثل للجام: كناية عن المحافظة على الحرية.32-لم يكن الزاد بالكاد: كناية عن الوفرة والكثرة.33-لم تكن الساق مشكولة :كناية عن الانطلاق والحرية.34-الحوافر لم يك يثقلها السنبك المعدني كناية عن الخلقة الطبيعية.41-الطريق الذي لا يتراجع كناية عن طريق المصاعب والتدهور فيه42-تنحدر الشمس كناية عن السير نحو القهقري والتراجع.43- ينحدر الأمس: كناية عن اندثار المفاخر والتاريخ والمشرق.45-الشهب المتفحمة: كناية عن زوال النور وانتصار الضلال والظلام.54-الخيول بساط على الريح: كناية عن استعداد لحمل الناس.56-الخيول جدار: كناية عن القدرة على تمييز الصالح من الطالح.63-أشباه فرسان: كناية عن رجال لا يعرفون فن الفروسية.
النفي: جاء بثلاث صور:أ. بواسطة الفعل الناقص الجامد (ليس) وذلك كما يلي:· لست المغيرات صبحا "النفي بليس" سطر 7ب. العطف على ليس بالواو وحرف النفي لا:· ولا العاديات كما قيل ضبحا "النفي بلا" سطر 8· ولا خضرة في طريقك تمحي "النفي بلا" سطر 9· ولا طفل أضحى إذا ما مررت يتنحى "النفي بلا " سطر 10وقد اضطرت المضمون لنفي صفات معينة عن خيول اليوم مقارنة بخيول المجد والقوة فنفى قم عطف على هذا النفي صورا أخرى.ت. بواسطة حرف الجزم والنفي والقلب (لم) في الأسطر التالية:· ظهرها لم يوطأ... سطر 29· ولم يكن الجسد...سطر 30· والفم لم يمتثل...سطر 31· ولم يكن الزاد ...سطر 32· لم تكن الساق... سطر33· الحوافر لم يك يثقلها...سطر 34وهنا لجأ إلى النفي ليبعد صور التحكم والتقييد المستعملة أن تكون قد حصل مثيل لها في السابق لأن الخيول كما صرح عاشت في حرية تامة كالناس لها ملكوت الشمس والعشب.الأمر: وجاء على صورتين:1- تكرير اللفظ (اركضي أو قفي) ثلاث مرات وتكرير (اركضي) مرتين2- باستعمال فعل الأمر من الفعل الناقص (صار):صيري أربع مرات صريحة والعطف عليها مرة واحدةوقد جاء الأمر هنا لتقلل من شان الخيول فقوله: (اركضي) أو (اركضي أو قفي) يعني أنك في واقع سيء على كل حال ويوجد هنا ما يشبه التقسيم في البلاغة أي أنت كذا إن ركضت وإن وقفت ولا ينفع تدارك الأمر فالقضية محسومة.أما فعل الأمر(صيري)فقد ورد في الأسطر التالية:· سطر 17-صيري تماثيل· سطر 18-صيري أراجيح· سطر19-صيري فوارس حلوى· سطر20- وللصبية الفقراء حصانا من الطين· سطر 21- صيري رسوما ووشماوكل الحالات هذه جاءت لإظهار المفهوم المهين للخيول بعد أن تحققت الأمجاد والبطولات من فوق ظهورها.التكرار:ورد التكرار في العبارات والجمل التي ذكرناها في مواضيع النفي والأمر وتحدثنا عنها سابقا ولكن سنوضح تكرارا آخر ورد في صورة تكرار حرف الجر (في) وذلك في الأسطر:في قوله إن عرق الخيول الذي يستحيل دنانير من ذهب سيذهب...71في جيوب هواة السلالة العربية للخيول..72وفي حلبات المراهنة..73وفي نزهة المركبات السياحية المشتهاة..74وفي المتعة المشتراة..75وفي المرأة الاجنبية..76وجاء استعمال حرف الجر هنا معطوفا لغرض تفصيل الأمكنة التي ستذهب اليها الأموال (الدنانير الذهبية) الحاصلة من جهود الخيول وعرقها.الاستعارات:1. سطر (3) رسمتها السنابك: شبه السنابك برسام يرسم على سبيل الاستعارة المكنية وقد حققت هذه الاستعارة توثيقا رمزيا فسنابك الخيل هي التي تدوس الارض إذا كانت منتصرة فالفضل لمن حمل الجندي المقال وسبب له القدرة على القتال وتحقيق النصر.2. سطر(9) ولا خضره تمحى: شبه الخضرة التي تتلف وتزول بفعل مشي الخيول فوقها بشيء يمحى وتلك استعارة مكنية.3. سطر (13) جسد الذكريات: شبه الذكريات بكيان أو مخلوق له جسم والفرض هنا إبراز الذكريات أمام المخيلة كأنها موجودة اليوم.4. سطر(23) مثلما جف الصهيل: شبه الصهيل بماء أو سائل يمكن أن يجف ويختفي فالاستعارة مكنية.5. سطر (31) الفم لم يمثله للجام: شبه الفم بجسم عاقل يوافق أو لا يوافق فالاستعارة مكنية.6. سطر (36) تتنفس حرية: شبه الحرية بالهواء الذي يدخل الجسم الحي إلى رئتيه فالاستعارة مكنية وقد عظمت من شأن الحرية حيث تتساوى مع الهواء.7. سطر (38) الزمن الذهبي: يقصد أن أوقاته وسويعاته جميله وثمينة كالذهب, فالاستعارة تصريحية.8. سطر(41) طريق لا يتراجع: شخص الطريق وشبهه بمتحرك يمكن أن يرجع إلى الوراء, فالاستعارة مكنية.9. سطر (42) تنحدر الشمس: الشمس لا تسير إلى تحت ولكنها تختفي بفعل دوران الأرض فالاستعارة مكنية لأنه شبه الشمس بجسم ينزل إلى مكان منخفض.10. سطر(47) سلخ الخوف بشرتها: شبه الخوف بجزار يسلخ الجلد, والمشبه به غير موجود, فالاستعارة مكنية.11. سطر(48) نهر يحاول أن يلمس القاع: النهر كجسم حي, استعارة مكنية.12. سطر (49) الينابيع إن لمست: استعارة مكنية لتشبيه الينابيع بجسم حي قادر على اللمس.التناص:ظهر التناص في ثلاث مواضع :
ب. في قوله ولا العاديات- كما قيل ضبحا، مستوحاه من قوله تعالى: " وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا "[3], وأشير هنا إلى فشل الشاعر في توضيح القول الثاني ولا العاديات... وذلك لأنه ألْحَقَ "كما قيل" للنص الذي استثمره, فإذا كان الأمر من أجل التفعيلة فهو مرفوض وغير جميل, وإن كان استهانة بما ورد في القرآن الكريم, فهو مرفوض أيضا، لأنه والحالة هذه يجب أن لا يعبر عن الذات الإلهية وكأنها نكرة, فيقول كما قيل, بل عليه أن يُؤكد احترامه للقرآن الكريم ويذكره صراحة.
ت. صوره المرأة الأجنبية تمتطي الحصان أمام تمثال أبي الهول:
لا شك في أنّ إقحام المنظر هذا يرمي إلى استفزاز المشاعر الوطنية, فالمرأة التي تعلو ظهر الحصان أمام تمثال أبي الهول متندِّرة متسلِّية ما هي إلا صدى نظرات الغرب المهينة والمستهينة للشرق, وهنا للأمجاد المصرية، ولعله استوحى هذه الفكر من أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته "أبو الهول"[4] كان يفخر ويعتز بمثل هذا التراث الذي يبرز عظمة المصريين ويهيب بأبي الهول أن تهب حجارته لتثور وتحدث التغير المطلوب فقال:
تحرك أبا الهول هذا الزما ن تحرك ما فيه حتى الحجر
أما هنا فيري أمل دنقل ان العظمة المصرية تهان وربط هذا بملاحظه كسر أبي الهول, والأنفة مصدر الأنف وهو المكان المرتفع في وجه الإنسان ويعني الشمم والكبرياء
وكان أمل دنقل متأثر أيضا بأمير الشعراء احمد شوقي, حين وصف تحطم عيني أبي الهول,
وقال شوقي: أبا الهول ويحك لا
يستقا ل مع الدهر شيء ولا
يحتقر
تهزأت دهرا بديك الصبا ح فنقر عينيك فيما نقر
امتنانى وتقديرى لمجهودكم الرائع
ردحذفعلى الرحب والسعة
حذفماهو اعراب هده خيول
ردحذفأولاً هذه الجملة ناقصة
حذفهذه: اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ على اعتبار تقدير الجملة (هذه الخيول قوية)
الخيول: بدل من هذه مرفوع.
قوية: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.