طربت للكميت بن زيدنوع النص: شعر قديم – العصر الأموي
تقسيم الأبيات
مقدمات تشويقية بغرض الإغراق في التشويق وذكر عادات وتقاليد جاهلية1- طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ولا لعبـا منـي وذو الشيــب يلعـــــب2- ولــم يلهنــي دار ولا رســم منـــزل ولــــم يتطربنــــي بنــــان مخضـــب3- وَلا السّانِحاتُ البارِحاتُ عَشِــــيّةً أَمَرَّ سَليمُ القَرْنِ أمْ أَعـــــضَبُ4 - ولكـن إلـى أهـل الفضائــل والنهــى وخيــر بنـي حــواء والخيــر يطلـــبالتصريح بالطرب5- بنــي هاشـم رهــط النبـــي فإننـــي بهم ولهـــم أرضى مــرارا وأغضب6- خفضــت لهـم منـي الجناح مــودة على كنــف عطفـــاه أهـــل ومرحـب
مدح الشاعر لآل البيت وفخره بالانتساب لهم
7- وما لي إلا آل أحمد شيعة وما لي إلا مذهب الحق مذهب
خاتمة القصيدة بسؤال استنكاري بغرض التبكيت (تحقير) على السائل
8 - بــــأي كـتــــاب أم بـأيــــة ســنــــة تُرى حبهــم عــارا علـي وتحســب ؟
الشاعر في سطور: ولد الكميت بن زيد الأسدي سنة680م، وهو شاعر وفارس، من أهل الكوفة اشتهر في العصر الأموي. كان عالما بآداب العرب ولغاتها وأخبارها وأنسابها. عُرف بشاعر بني هاشم-آل البيت- السّياسي الذي يدافع عنهم كثير المدح لهم. وهو أوَّل من سَنَّ السجـال السياسي أو ما يُسمى بالبوليمك (الحرب الكلامية). وأوَّل من اتخذ الحِجَاجَ الشعري وسيلة لذلك، مما جعل شعره مذهبيا عقليا تقل فيه العاطفة. وهو أحد أصحاب الملحمات إلى جانب الفرزدق وجرير وغيرهم. توفي سنة 744 م عن عمر يناهز 64 سنة. ترك ديوان "الهاشميات" وسمي بالهاشميات لمدحه آل هاشم (أهل البيت).ملامح بيئة الشاعر: بيئة يسودها اللهو، والتغزل بالنساء ويمثل هذا التيار خصوم الشاعر (بني أمية) من جهة ومن جهة أخرى ظهور تيـار الزهـد والترفـــع عــن الدنايــا ويمثلــه الشاعـر بالتواضـع لآل البيت، والتقرب إلى الله بحبهم.بين يدي القصيدة: يروي المؤرخون أن الكميت لما نظم الهاشميات سترها ولم يذعها بين الناس ورأى أن يعرضها على شاعر العرب الأكبر الفرزدق بن غالب ليرى رأيه فيها فقصده وبعد أن استقر به المجلس قال له: يا أبا فراس إنك شيخ مضر وشاعرها وأنا ابن أخيك الكميت ابن زيد الأسدي.الفرزدق: صدقت أنت أبن أخي فما حاجتك؟الكميت: نفث على لساني فقلت شعرا فأحببت أن أعرضه عليك فان كان حسنا أمرتني بإذاعته وإن كان قبيحا أمرتني بستره وكنت أول من ستره علي.
وعجب الفرزدق من حسن أدبه فطفق يقول له: أما عقلك فحسن وإني لأرجو أن يكون شعرك على قدر عقلك فانشدني ما قلت،
وانبرى للفرزدق يتلو عليه قائلا: طربت وما شوقا إلى البيض أطربوقطع الفرزدق عليه كلامه قائلا: فيم تطرب يا ابن أخي؟!
فقال: ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب؟!وراح الفرزدق يقول: بلى يا ابن أخي فالعب فإنك في أوان اللعب
فقال: ولم يلهني دار ولا رسم منزل ولم يتطربني بنان مخضبوأكبر الفرزدق هذا الشعر وانطلق يقول: ما يطربك يا ابن أخي؟
فقال: ولا السانحات البارحات عشية أمر سليم القرن أم مر أعضبفقال الفرزدق: أجل لا تتطير،
فقال الكميت: ولكن إلى أهل الفضائل والتقى وخير بني حواء والخير يطلبواهتز الفرزدق من روعة هذا الأدب العالي فراح يقول: من هؤلاء؟ ويحك!!
قال الكميت:إلى النفر البيض الذين يحبهم إلى الله فيما نابني أتقربواستولى الكميت على مشاعر الفرزدق وعواطفه فصاح: أرحني ويحك من هؤلاء؟!!
قال الكميت:بني هاشم رهط النبي فإنني بهم ولهم أرضى مرارا وأغضبخفضت لهم مني جناحي مودة إلى كنف عطفاه أهل ومرحبوملك هذا الشعر أحاسيس الفرزدق وانطلق يقول: يا ابن أخي أذع ثم أذع فأنت والله أشعر من مضى وأشعر من بقي.يتبع